من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024. ووفقاً لدستور الاتحاد الروسي، فإن مدة الولاية الرئاسية هي ست سنوات.
ان لهذه الأنتخابات بريق و طعم خاص في العالم بشكل عام و في الداخل الروسي بشكل خاص، ويعتبرها الروس نوع جديد من الحروب و تسمى بـ(الحق ضد الباطل) ولكن هذه المرة ستكون حرباً بين الشعب الروسي و قوى العالم الأحادي بقيادة الولايات المتحدة و أذنابها الغربييون، و لن تأخذ هذه الأنتخابات الطريقة التقليدية وهي التنافس بين المرشحين فقط، و انما الاصرار و التأكيد على منع التدخلات الخارجيه فيها يشكل الأساس الذي ستقوم علية. وبالتأكيد عملية انتخابية حرة ونزيهة كما جرت علية العادة بالأضافة الى توفير الأمان وخصوصاً في المناطق الروسية الجديدة ليتسنى للجميع المشاركة في ضروف أمنة وهذا ماتعمل علية جاهداً حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اشاد إمام الجمعية الفيدرالية في فبراير الماضي، بالقوى السياسية في روسيا، التي على الرغم من اختلاف مقارباتها للمسائل الاجتماعية و الاقتصادية، بدت متحدة بشأن مسألة أمن البلاد و سيادتها.
لقد بات المجتمع الروسي على علم تام بجميع المؤامرات التي تحاك ضدة و السعي الحفيف لطمر و القضاء على الأمة الروسية (السلافية) ولذالك نجد ان هذا الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 2024 حقاً فريدة من نوعها، فالعادة جرت ان يتم التحضير للأنتخابات من قبل الدولة مع تحفيز المواطن على الانتخاب و الأدلاء بصوته، إلا ان الوضع في روسيا مختلف تماما، فنجد ان الشعب الروسي هو من تهيئ لهذه الأنتخابات و بحرص شديد على المشاركة فيها، و يشيد بدور الدولة في التحضير لها ، لهذا فان جميع التقييمات و المؤشرات تشير بأن الروس سيشاركون بهذا الأنتخابات بنسبه عالية جداً و قد تكون تاريخية، بعد تأكيد إجرائها في موعدها المقرر بعد اقل من عام، و لما لا ، أنها حربهم ضد العالم الأول الدكتاتوري الظالم، وكما تقول العرب ” حرب لا خسارة فيها”، فالكرة في ملعب الشعب الذي سيقرر مصيرة بيده ، الحقيقة ليس مصيرة وحده بل مصير الكثير من دول العالم التي تعول على الشعب الروسي بشكل عام و على الرئيس بوتين بشكل خاص لرفع الظلم عنهم و كف يد الشر الاميركي الغربي عنهم، ولهذا نجد ان الشعب الروسي وجد ضالتة في الرئيس بوتين وبين ذالك مراراً وتكراراً بعده طرق، اما عن طريق الانتخابات السابقة التي فاز بها بجدارة، او عن طريق الانتخابات المحلية التي جرت مؤخراً في روسيا و المناطق الأربعة المحررة، حيث اكتسح حزب الرئيس بوتين ” روسيا الموحدة” هذه الأنتخابات بجدارة ، مما يؤكد ان الشعب لايزال حريص على استمرار بوتين بقيادة الدوله وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة و التاريخية في حياتهم، وان الثقة المتزايدة التي أوضحتها استطلاعات الرأي في أداء وقرارات الرئيس بوتين طوال الشهور الماضية مع تزايد شعور الروس بالخطر في مواجهة تهديدات الغرب المحدق ببلادهم ، بدا التخوف الاميركي الغربي واضحاً أذ لم يعد لديه اي اوراق للعب بها في الداخل الروسي او التأثير علية، لأفشال الانتخابات الرئاسية الروسية التي تجري مارس المقبل 2024، فلم يبقى لهم سوى إنفاق أموال طائلة لمحاول توجيه وتشتيت الرأي العام في الداخل الروسي والتخطيط لشن هجمات إلكترونية ، وبعد ان كشر عن أنيابه بعقوبات هستيرية ضالمة تطال بالمقام الأول اقتصاد المواطن الروسي و رفاهيته، و السعي للقضاء على الهوية الروسية بشتى الطرق و الأساليب الغير أخلاقية، والمحاولات المستميتة لتشوية الحضارة الروسية و التهجم على المجتمع الروسي ومحاولات زرع الفتنة و التفرقه بين ابناء الشعب الواحد، فتيقن هذا الشعب العظيم ان الدولة حصنهم المنيع وجدارهم المتين الذي تصدى بكل قوة و وطنية لكل المحاولات بل و استطاع افشالها و اظهر الوجه الخفي للعدو المتربص بهم من خلال عمليته العسكرية الخاصه في اوكرانيا التي لاقت تأييد شعبي منقطع النظير .
أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وخصوصا في المناطق التي انضمت للعلم الروسي في العام الاخير، يعتبر أكبر تحدي يواجه روسيا في الوقت الحالي، وسط تهديدات أمنية وقصف تتعرض له مناطق روسية في الشهور الأخيرة، وان النجاح في إجراء انتخابات أمنة في عموم روسيا يعتبر نصراً لايقل أهمية عن النصر في اوكرانيا، وقد بدت بوادر هذا النصر واضحة من خلال النجاح الكبير في الأنتخابات على المستوى المحلي الذي اشاد به القاصي والداني.
و على الرغم من وجود بعض الاصوات التي تدعوا الى تأجيل الأنتخابات، إلا ان الحكومة الروسية بدت مصرة وحازمة على أجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وذالك لأثبات قدرة روسيا على النجاح السياسي رغم الأزمات، فكما هو معروف عن الروس يكونون على اعلى قدر من الأبداع و الصمود خلال الازمات، كما وان القدرة على تأمين منافسة انتخابية وقت الحرب يعتبره الروس نجاح عسكري في وجه الولايات المتحدة واذنابها الغربيون، بالأضافة الى ان الاصطفاف السياسي الروسي يعكس قرارات أكثر حزماً لموسكو خلال المعركة.
و يضاف إلى هذا كله نجاح الاقتصاد الروسي في العبور بسلام من فخ العقوبات الغربية الأميركية و تراجع مستوى البطالة وزيادة التصنيع العسكري الذي يؤدي الى زيادة في قوة روسيا، هذا ويجب ان لا ننسى نجاحات الرئيس بوتين على الجانب الخارجي، المتمثله بكسر الهيمنة الأميركية و الغربية على شعوب العالم و تأسيس عالم عادل متعدد الأقطاب، وتكوين شبكة دولية قوية من الحلفاء مثل الصين و كوريا الشمالية و الشرق الأوسط و أميركا اللاتينية، و الأهم نجاح بوتين في افشال جميع المخططات الغربية في عزل روسيا دولياً وإضهارها كدولة منبوذة.
هذا وتنتظر الأمة الروسية بفارغ الصبر هذه الملحمة الانتخابية لتوجية ضربه حاسمة و ختامية لكل من تسول له نفسه بالتطاول على روسيا وتاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من الف عام و لازالت أمة عظيمة بماضيها و حاضرها ومستقبلها، وأن غداً لناظره قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اختر لغتك