أجرى الاتحاد الروسي سبع انتخابات رئاسية منذ إنشاء منصب رئيس روسيا في عام 1991.

ستجري البلاد انتخاباتها الرئاسية الثامنة في عام 2024. وتحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، أظهرت روسيا قدرة على التحمل في مواجهة الصعوبات الاقتصادية، والعقوبات الدولية، والعزلة.

لقد قاد بوتين، وهو زعيم سياسي ذو رؤية، البلاد خلال الأزمات، وأظهر أن الدول يمكنها التغلب على عاصفة العقوبات العالمية والعزلة من خلال التدابير الصحيحة.

وعلى الرغم من العقبات التي تفرضها العقوبات والعزلة والوباء، فقد نال أسلوب قيادة الأزمات الذي يتبعه الرئيس بوتين استحسان مجموعة متنوعة من المجموعات المحلية والدولية. على الرغم من العقبات، ظلت الركائز المستخدمة للحكم على نجاحه الوطني والعالمي ثابتة منذ عام 2020 حتى الوقت الحاضر. وكان تعامل بوتن الماهر مع التعقيدات السياسية الداخلية سبباً في تعزيز التضامن بين النخب السياسية والاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى قدر أعظم من الرفاهية الاقتصادية لكل من المواطنين والأجانب.

لقد أظهرت روسيا مرونة اقتصادية في مواجهة العقوبات وعزلة أكبر. إن التخصيص الدقيق الذي قام به الرئيس بوتين لموارد البلاد للقطاعات ذات الفوائد الكبيرة للروس وحلفائهم في جميع أنحاء العالم كان حاسماً في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

وعلى الرغم من العزلة الغربية، حافظت روسيا على علاقاتها مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة شبكة حلفائها. لقد تعامل بوتين وموظفوه بمهارة مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية، وأبقوها تحت السيطرة، من خلال تدابير دبلوماسية نشطة تستهدف تحقيق المنفعة المتبادلة.

ومن الجدير بالذكر أن هناك مركزين اجتماعيين روسيين بارزين،

توصل مركز أبحاث الرأي العام الروسي الرسمي ومؤسسة الرأي العام الخاصة إلى نفس النتيجة حول الدعم الواسع النطاق الذي يحظى به بوتين بين السكان الروس. ويتفق تحليلهم على نقطة بالغة الأهمية: إذا أعلن الرئيس فلاديمير بوتن عن نيته التنافس على إعادة انتخابه، فلن يظهر أي منافس معقول.

أشار استطلاع أجري في يونيو 2023 إلى أن ما يقرب من 70% من 1634 روسيًا، معظمهم من الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، يريدون أن يكون فلاديمير بوتين رئيسًا.

البالغ من العمر 18 عامًا أو أكثر، أراد إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا للبلاد في عام 2024، عندما تنتهي فترة ولايته الحالية. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة أربعة بالمائة عن مايو 2022، ولكنه يمثل زيادة كبيرة بنسبة 21 بالمائة عن سبتمبر 2021. علاوة على ذلك، بين سبتمبر 2021 ويونيو 2023، انخفضت نسبة الأفراد المعارضين لبوتين الذي يقضي فترة ولاية أخرى إلى النصف بشكل كبير.

إن دعم الرئيس بوتين للموقف يظهر تأييداً قوياً لقيادته وبرامجه. ويعكس تراجع المعارضة مع مرور الوقت قبولاً وموافقة أكبر على قيادته. وتظهر هذه الدرجة من الشعبية قدرة بوتين على الإبحار عبر تعقيدات السياسة العالمية مع الحفاظ على الاستقرار في مواجهة التهديدات الخارجية.

ومع اقتراب روسيا من انتخاباتها الرئاسية الثامنة في عام 2024، يتسم المشهد ببيئة سياسية يبدو فيها أن بوتين يتمتع بقبضة قوية على الرأي العام. إن الجمع بين المرونة الاقتصادية والبراعة الدبلوماسية والفطنة السياسية المحلية يجعل من الرئيس بوتين مرشحاً هائلاً.

ورغم أن التحديات قد تستمر، فمن الواضح أن استراتيجية بوتن الجيوسياسية الوطنية ذات الحدين تعمل على توجيه روسيا نحو الاستقرار المستمر والنفوذ العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اختر لغتك